الجلد الصناعي
الجلد الصناعي: هو مادة هندسية مصنوعة تقليداً للمادة الطبيعية التي هي الجلد الطبيعي المأخوذ من جلود الحيوانات. فالجلد الصناعي بدايةً تم ابتكاره ليحل محل الجلد الطبيعي، و لتأمين ميزات لا يمتلكها.
الوصف العام:
تُصنع معظم الجلود الصناعية من مواد تصنف في أنواع البلاستيك، وهذا يجعلها أرخص بكثير من الجلود الطبيعية، كما أنها أسهل في التصنيع والصيانة. يمتلك الجلد الصناعي عدداً من المزايا عند مقارنته بالجلد الطبيعي.
أعطي الجلد الاصطناعي أكثر من تسمية، مثل الجلود الصناعية أو الجلد المقلد أو المشمع و البعض يسميه بلاستيكياً، لكنه في النهاية مادة هندسية صناعية، ولا تحتوي على عناصر طبيعية في تصنيعها.عادة ما يؤسس بقاعدة قماشية صناعية مثل البوليستر، يتبعها بعد ذلك إعطاء هذه القاعدة غطاء نهائياً من الجلد المقلد بالمشمع أو الصباغ أو البولي فينيل كلوريد (PVC) أو البولي يوريثين.
أنواع الجلد الصناعي:
لكن مع مرور الأيام وتطور الصناعة بشكل عام، تطورت كذلك صناعة الجلد الصناعي، وظهرت منه أنواع كثيرة لتلبي حاجات الإنسان المتنوعة، فاختلفت الأنواع وتميزت عن بعضها البعض باختلاف طريقة التحضير، ونوع المادة التي تغطي النسيج الأساسي، وكذلك بنوع هذا النسيج. ونعرض بعض هذه الأنواع كما يلي:
الجلد المصنوع من البلاستیك:
یعد الجلد الصناعي المصنّع من البلاستيك أحد أكثر الأنواع شيوعاً، و یتم تصنيعه على قاعدة من القماش، وتغطيتها بقشرة من البلاستیك، مما يكسبها الشکل والمظهر اللامع لتشبه إلى حد بعيد شكل و مظهر الجلد الطبیعي.
لذلك يعتبر الجلد الصناعي (البلاستیكي) أفضل بدیل ليحل محل الجلد الطبیعي، لكن عيب هذا النوع أنه ليس بقوة الجلد الطبيعي، وبالتالي فإنه يتلف بسرعة عل عكس الجلد الطبيعي.
الجلد الصناعي (بورومیریك):
يشبه هذا النوع الجلد المصنع من البلاستیك من حيث طريقة تصنيعه وآلية التحضیر التي يخضع لها، لكنه مختلف نوعياً في تشكيل القاعدة التي سيتم تلبيسها،وذلك بإعداد خليط من أنماط متعددة من الأقمشة الصناعیة للتوصل إلى قماش منسوج یشبه إلى حد بعيد الجلد الطبیعي،
وهو يتكون من طبقة من البولي یوریثین مغطاة بطبقة من نسیج البولیستر لإكساب الجلد الصناعي الناتج ميزات تتجاوز عيوب النوع البلاستيكي، وتقترب من ميزات الجلد الطبيعي من حيث احتوائه على نفوذية للهواء، وامتلاكه مظهر و متانة الجلد الطبیعي. فیصبح صالحاً مثل الجلد الطبیعي لصناعات وسلع تحتاج المتانة و المظهر اللامع الجميل،مثل صناعة الألبسة والأحذية كونه جید التهوية، ومثل ما يلزم للحذاء الرياضي، ولكل ما تلزمه المتانة مثل كرة القدم مثلاً، وغیرها من المنتجات الجلدیة.
الجلد الصناعي المسمى (جلديت)
الجلد الصناعي المسمى جلديت هو نوع مختلف من الجلد، الذي أيضاً يستخدم البلاستيك والنسيج. إنه منتج يمتلك متانة كبيرة ولا يحتاج لصيانة مثل الجلد الطبيعي. يستخدم بشكل كبير في السيارات في وقتنا الراهن. أما في الماضي، فقد استعمل في تجليد الكتب وفي تغليف الكاميرات. وهذا النوع (جلديت) يتصف أنه غير نفوذ للهواء، لأنه كتيم ولا مسام فيه. أي أنه غير ملائم لصناعة الألبسة ، فكتامته لا تفسح المجال للجسم أن يتعرق، وقد يؤدي لأذى أو حساسية لبشرة من يرتديه، لذلك لا يمكن استعماله في الأزياء.
ملاحظة :
يصنف البعض أنواع الجلد الصناعي وفق ما يلي : مبطن – غير مبطن ، ووفقاً لهذا التصنيف فإن ما عرضناه من أنواع في مقالنا هذا يقع في صنف الجلد المبطن، أما غير المبطن فيصبح أقرب للنايلون أو لأطباق أو لألواح البلاستيك الرقيقة.
استعمالات الجلد الصناعي:
وردت بعض الأمثلة في الفقرة السابقة عن بعض الاستعمالات، لكن استعمالاته واسعة جداً، بل و أكثر من أن تعد. لكن الأعم الأغلب لاستعمال الجلود الصناعية، هو في أقمشة الملابس على تنوعها، وتلفيح الأثاث واستخداماته في السيارات من الفرش الداخلي والمقاعد. وكذلك في الأحذية عامة، وخاصة الأنواع الجديدة من الجلد الصناعي التي تصنع منها أو تدخل في تصنيعها التجهيزات الرياضية على تنوعها، ومنها الكرات (راجع صناعة كرة القدم)
الخواص الشكلية و الميكانيكية:
1 – يصنع الجلد الصناعي ويقدم للمشتري على شكل بكرات كبيرة (رولات) ملفوفة بعرض 120 سم (وأحياناً 140 أو 150 سم) أو حسب حاجة الزبون لاستخدام المادة، وطول كلي يتراوح من 50 متر إلى 100 متر، وأيضاً يتبع ذلك للاتفاق بين المصنّع والعميل أو الزبون، مع أهمية التنبيه أن تكون كافة البيانات المتعلقة بالمواصفات الفنية و الخاصة للطلبية المتعاقد عليها، مثبتة على كل ربطة بواسطة لوحة تبين كل ذلك. بما فيه اسم المصنع المنتج، وعلامته التجارية، وتاريخ الصنع، والرقم المتسلسل لكل بكرة، وتبين اللوحة أيضاً أرقام المواصفات القياسية المعتمدة والقيم المقابلة لها.
2 – يجب أن تبين المواصفات المثبتة على اللوحة بعض الخواص الأخرى في الجلد، مثل سماكة الجلد، وزن المتر المربع.
3 – يجب الاتفاق على مقاومة الشد على محوري القماش الجلدي ( سداة ولحمة) ونسبة الاستطالة أيضاً على الاتجاهين، وتحديد مقاومة التمزق وكذلك مقاومة التشقق بالتعب (الناتج عن الطي)، التي تقاس بعدد الطيات اللازمة لبدء ظهور التشققات على سطح الجلد، كما أن قوة الالتصاق بين طبقتي الجلد ( النسيج الأساسي والطبقة القشرية) من الأمور الأساسية في تحديد مستوى كفاءة تصنيع الجلد، وبالتالي سعره.
4 – الألوان وإمكانية تنويعها في الجلد الصناعي من الميزات الجيدة، لكن يجب التأكد عند إبرام الاتفاق من درجة ثبات اللون للجلد الجاف، وكذلك درجة ثبات اللون للجلد الرطب.
صفاته المميزة:
1 – ليس للجلد الصناعي اتجاه في عملية النسج، و إنما للقاعدة النسيجية، لذلك نجد بعض المرونة في الاتجاه العرضي أكثر من الاتجاه الطولي.
2 – يتصف بسهولة تمزقه في حال تعرضه للضغط العالي، أو لقوى الشد في حافته من اتجاه الطول (الاتجاه المتعامد مع الجهة التي وصفناها بالمرونة) مما يؤدي لشقه بسهولة في هذا الاتجاه.
3 – يؤدي لإصابته بالتشوه أو التلف في حال تعرضه لحرارة عالية، كما لا ينصح بارتداء الملابس المصنعة منه في المناخ الصيفي؛ لأنه يعطي حرارة عالية لا يحتملها لابسه، ومن صفاته أيضاً أنه لا يمتص السوائل بشكل كبير مثل القماش. باستثناء الأنواع المصممة و المصنعة لمنع مرور الماء، فهذه لا تمتصه إطلاقاً.
الملاحظات اللازم تفقدها عند استلام طلبية الجلد الصناعي:
1 – فحص سطح وملمس الجلد، و التأكد أنه أملس وناعم وغير خشن، كما يجب تفقد سطح الجلد و التأكد أنه سليم ولا يوجد به أي خدوش، كذلك يجب الانتباه لكثافة الجلد على كامل الربطة وألا تكون مختلفة على عرض أو طول الثوب (الرول).
2 – تفقد عرض الجلد وأنه بنفس العرض الأصلي المتفق عليه، وأنه بنفس العرض على كامل طول الثوب، كما علينا الانتباه لرائحة الجلد وألا تكون مزعجة غير اعتيادية، وإذا كان الجلد المتفق عليه كتيماً للماء و السوائل، عندها يجب فحص كتامته للماء.
3 – تطابق لون الجلد في كافة الأثواب مع اللون المتفق عليه، وكذلك تفقد اللون على كامل الثوب.
4 – فحص الشد و المرونة بحيث لا يكون الجلد مشدوداً أكثر من اللازم، وأن تكون مرونته عالية؛ وفق المتفق عليه، وذلك ليمكن التعامل معه بسهولة أثناء التفصيل والخياطة.
خاتمة:
تعتبر الجلود الصناعية بديلاً ممتازاً للجلود الطبيعية، في الحالات التي تفقد فيها الأخيرة من الأسواق. وبالعموم فإن فكرة صناعتها قائمة على أساس أن يكون نسيج ما قاعدة للمادة (أوالمواد) التي ستشكل البديل من جلود الحيوانات، لكنه يشبهها من حيث المظهر العام.
يمكن التوسع بالمعلومات بالاطلاع على المزيد في هذا الرابط