• QualifiedPROFESSIONALS
  • 24/7SERVICE

الهندسة الصناعية

مقدمة حول الهندسة الصناعية:

تمت إضافة الهندسة الصناعية، وهي فرع من فروع العلوم الهندسية، إثر ظهور الكثير من الاختصاصات الفرعية، واستقلالها في علوم جديدة. وقد أصبح لها أصولها وقوانينها واتساع مجالها التخصصي، مما ساهم بدوره بضرورة فصلها عن الاختصاص الأصلي الذي تفرعت عنه، وهو الهندسة الميكانيكية.

ويبدو للوهلة الأولى أن الاختصاص الأقرب لهذا الفرع الجديد هو الهندسة الميكانيكية. وهذا صحيح عند ظهور الهندسة الصناعية للمرة الأولى. والصناعة أقرب ما تكون لاختصاص هندسة الإنتاج، التي هي جزء من الهندسة الميكانيكية.

لكن سرعان ما اتخذت الهندسة الصناعية مساراً مختلفاً. بسبب تطور علوم الإدارة وعلوم الاقتصاد وارتباطهما الوثيق بالهندسة الصناعية. كما ظهرت مع الوقت ضرورة دمج هذه الاختصاصات في هذا الفرع الهام.

تعريف الهندسة الصناعية:

الهندسة الصناعية هي فرع متطور من فروع الهندسة، يجمع بين الهندسة والإدارة. وهو معني برفع مستويات الإنتاج و تحسين الأداء و حل المشكلات من خلال التطبيقات المنهجية و المتأنية. فمفهومها يكمن في تعظيم المخرجات باستخدام أقل الممكن.

و نحن في هذا المقال بصدد البحث في دور المهندس في المجال الصناعي. أي بدمج دوره كمهندس صناعي، بدوره الفني وفق اختصاصه الذي تخرج به. كأن يكون مهندس ميكانيك بأي اختصاص (قوى أو إنتاج أو غير ذلك)، أو مهندس كهرباء (إلكترون أو قدرة أو ميكاترونيكس أو غير ذلك).

إذاً .. نحن هنا نتحدث عن دور المهندس في المنشآت الصناعية – أياً كان اختصاصه الفني – وفق مفهوم (الهندسة الصناعية).

وبالرغم من الربط التلقائي بين الهندسة الصناعية والصناعة، إلا أن الهندسة الصناعية في الحقيقة ليست مرتبطة بالمصانع فقط. فهي مجال واسع وشامل يمكن تطبيق مفاهيمه في شتى أنواع الميادين والمشاريع. وذلك لمختلف الأهداف التي تُعنى بنظام العمل وبيئته، وراحة الموظف وسلامته، والإنتاجية وغيرها. فيمكن تطبيق أفكارها في البنوك وشركات الاستثمار والمصانع والمحلات والمستشفيات وغيرها من المؤسسات ووحدات العمل.

مجالات الهندسة الصناعية:

و بشكل عام، فإن الهندسة الصناعية تتمركز حول خمسة مجالات أساسية. وهي: ضمان الجودة Quality assurance.التخطيط business and project planning.تحليل ومحاكاة نظم العمل System analyses and simulation.التصنيع الخالي من الهدر Lean Manufacturing.والعوامل البشرية (بيئة العمل) Ergonomics.

كما أن جميع هذه المجالات تساعد الى حد بعيد في تحقيق الخطط الاستراتيجية للمنشأة أو الشركة أو المؤسسة.

تفرعات الهندسة الصناعية

•           ضمان جودة المنتجات والخدمات (Quality Assurance)

ضمان الجودة من شأنه أن يحقق للشركة أو المؤسسة فوائد عديدة. منها: تحقيق متطلبات الشركة، وقياس أدائها، ورفع أرباحها.

 إن أدوات ضمان الجودة يمكن أن تطبق في جميع مجالات عمل الشركات أو المؤسسات بكل أنواعها . فمثلاً ، يمكن أن تطبق في المنشآت الإنتاجية لضمان جودة المنتج النهائي. ويمكن أن تطبق في الدوائر المختصة بتقديم الخدمات الاجتماعية. و المساعدة في تحسين جودة الخدمات المقدمة لموظفي الشركة. و التي تم تطبيقها في العديد من العمليات ، مما أدى الى توفير مبالغ كبيرة.

•           التخطيط (Planning) جوهر الهندسة الصناعية

 

التخطيط هو إحدى أساسيات تحقيق الأهداف والوصول اليها. فبدون تخطيط دقيق ومتقن، لا يمكن أن تنجح الشركات أو المؤسسات في الوصول لأهدافها . علما بأن أهداف الشركة تعتبر ذات أهمية قصوى، لارتباطها بميزانية الدولة، ولإدارتها لمصادر دخل هامة في الدولة ( بالنسبة لمؤسسات وشركات القطاع العام ). ولارتباطها بالقدرة على الاستمرار والمنافسة ( بالنسبة للقطاع الخاص ).

 والجميع بأمسّ الحاجة لتطوير المهارات والأدوات التخطيطية ونشر الوعي بذلك. وذلك نظراً للظروف الراهنة، والتوجه الاستراتيجي لمواجهة المتغيرات الاقتصادية بأيدٍ وطنية، بعد الأزمات العديدة التي عصفت بالدول العربية. وبالمجمل بالاقتصاد العالمي بعد جائحة كورونا، والركود والتضخم في كل مكان. وبغية نفي الحاجة لشركات إدارة أجنبية، لتدير أو تخطط لإدارة قطاعاتنا الاقتصادية.

التخطيط المتكامل والهندسة الصناعية:

وهذا يحتاج إلى تخطيط متكامل (Integrated Planning). يحتاج لتخطيط سنوي و خطط مفصلة لجميع متطلبات الأهداف الموضوعة. يحتاج لتخطيط القوى العاملة والآلات والطاقة وغيرها من الأمور. بحيث تكون الخطط الموضوعة، واضعة في عين الاعتبار، التحديات المتوقعة والمنافسة الشديدة، التي ستنشأ أثناء إقرار و تنفيذ المشاريع الجديدة في هذه المرحلة. وحتى في المشاريع القديمة.

علاوة على ذلك، فإن للتخطيط أهمية لا غنى عنها على المدى القصير. فهو ضروري أيضاً في تسيير العمل وتحقيق الأهداف قصيرة المدى. فيمكن أن نستخدم أدوات التخطيط في تخطيط مشاريع البناء والتوسعة (Projects Planning). و يلزمنا في تخطيط العمالة التي تحتاجها الشركات في أماكن معينة (Manpower Planning). وكذلك في تخطيط تدفق المعلومات وحفظها وتخزينها (IT Planning). و من الأساسي أيضاً تخطيط الأهداف وإدارة الأداء (Strategic Planning and Performance Management). وغير ذلك من المجالات التي ترتئيها إدارة الشركات.

لذلك، فإن التركيز المكثف على التخطيط في شركاتنا و مؤسساتنا، وتطوير مهارات الموظفين التخطيطية، يمكن أن يؤدي الى ترشيد الاستهلاك المادي وتقليل الميزانيات بشكل كبير. فتقوم الشركة أو فروعها أو إداراتها المختصة، بطلب الميزانيات المتلائمة مع حاجاتها المخطط لها. فلا يصرف لها أموال لا تحتاج اليها. والتي يمكن أن يستفاد منها في فروع أخرى أو شركات أخرى من الشركات التابعة للمؤسسات الكبيرة.

 

•           تحليل ومحاكاة نظم العمل (System Analyses and Simulation)

 

مآلات الهندسة الصناعية

قبل البدء بالتخطيط لأي هدف، يجب على المخطط أن يدرس الوضع الراهن، ويحلل أبعاده ونواقصه ومميزاته. فيستفيد من مميزاته ويسد نواقصه. تحتاج هذه الدراسة من المخطط، التزود بأدوات تحليلية للنظم. وفي نظرنا فإن المهندس الصناعي لديه القدرة على استخدام العديد من هذه الأدوات بكفاءة عالية. فهو متمكن من استخدام برامج المحاكاة وغيرها من الأدوات التحليلية في دراسة النظم. بغية اكتشاف مواطن الخلل فيها، وكيفية تحسينها وعلاجها.

هذا التحليل بمختلف أدواته، يشكل البنية التحتية لمراحل التخطيط، ولضمان الجودة، وغيرها من الكيفيات التي تؤدي الى تطور المنظومة وتحسين أدائها.

•           التصنيع الخالي من الهدر (Lean Manufacturing )

مصطلح التصنيع الخالي من الهدر يسلط الضوء على ثمانية أنواع مدروسة من الفواقد (wastes). يجب التركيز عليها و محاولة تقليلها قدر الإمكان.

هذه الفواقد تشمل فواقد الحركة  (motion). والإنتاج الزائد (over-production). والتشغيل الزائد (over-processing). والانتظار (waiting). والنقل (transportation). والمهارات (unutilized skills). والعيوب (defects) والمخزون (inventory).

معظم هذه الفواقد، يسهل اكتشافه، في مختلف مجموعات و مجالات العمل في الشركة. فمثلاً، نجد فواقد المهارات، عندما يعين الموظف في غير مجاله. أو فواقد التشغيل الزائد، عندما يطلب من الموظف كم معين من المعلومات؛ فيقوم بإضافة معلومات أخرى، لم تطلب منه ولا يستفاد منها. أما فواقد الانتظار، فنجدها عند طلب المعلومات من الموظف غير المناسب أو غير المختص، فيضطر للجوء لغيره للحصول عليها، ثم تقديمها .

الفائدة الملموسة من هذا المجال من الهندسة الصناعية:

جدير بالذكر هنا أن الطاقة الإنتاجية = العمل الحقيقي + الفواقد. فإذا عملنا على تقليل تلك الفواقد، سنجد أن العمل الحقيقي سيعكس الطاقة الإنتاجية كاملة تقريباً. ويمكن العمل على إزالتها أو التقليل منها عن طريق حلقات أو فرق لضبط الجودة وتحديد المواصفات والطرق القياسية لكل الأعمال في الشركة.

فائدة الهندسة الصناعية في تجاوز نقاط الضعف:

العمل على حل المشاكل العالقة يأتي في المقام الأول. فتستخدم ما يسمى بعملية حل المشاكل من جذورها  Root Cause Analysis. وتستخدم هذه العملية أدوات تبدو بسيطة. ولكنها تهدف إلى تفكير عميق في أسباب المشاكل، والعمل على منع حدوثها مستقبلاً. ومن بعدها، يتم تحديد الوسيلة المثلى لأداء مختلف الوظائف. وذلك عن طريق تحديد الخطوات القياسية للعمل Standardize work. ويتم ذلك عن طريق مراقبة مختلف الطرق لأداء وظيفة ما، وتحديد أفضلها، من حيث نسبة الفواقد والقيمة المضافة. فيتم اختيار هذه الطريقة، كطريقة مثلى على مستوى الشركة، بدلاً عن باقي الطرق المستخدمة.

تخصص الهندسة الصناعية

•           العوامل البشرية في بيئة العمل (Ergonomics)

بالإضافة إلى التخطيط وضمان الجودة وغيرها من الأمور التقنية المتعلقة بالأداء، يأتي دور الموظف في ضمان سير الخطط وتحقيق الأهداف بالطريقة المنشودة. فراحة الموظف في مكان العمل، واحترامه له، يسهم بشكل كبير في تحسين أدائه. و هنا يمكن أن يكون للمهندس الصناعي أيضاً دور كبير في زيادة احترام الموظف لعمله وشغفه فيه. وذلك من خلال ما يسمى بالعوامل البشرية في بيئة العمل أو (Ergonomics).

لسوء الحظ، فإن قليلاً من الشركات كانت تهتم بهذا المجال وتطبقه. وقلة من يقدمون ندوات توعوية لشرح أهميته بشكل مستمر. كما أنه، ومن هذا المنظور، حتى أثاث المكاتب في الشركة، يجب أن يراعي معايير الErgonomics. وذلك من خلال التعمق في هذا الأمر بشكل منهجي ومدروس.

و يمكن للمهندس الصناعي إيجاد حلول وطرق مختلفة، تسهم في تحسين أداء الموظف نفسه، ليؤدي ذلك بالنهاية الى تحسين أداء الشركة.

يمكنك الاطلاع أيضاً على أفكار الهندسة الصناعية بهذا المجال، في مقال السلامة المهنية، وكذلك في مقال الأمن الصناعي 

خاتمة:

هذه بعض المجالات والتطبيقات، التي تتيح للمهندس الصناعي، أن يقوم بدور فعال جداً، في تحسين أداء الشركة، وزيادة دخلها، متى ما أعطي الفرصة لذلك.

مثل هذه الفرصة، تطلق العنان لإبداع و خيال المهندس الصناعي، الشغوف بالتحسين و التطوير. ومن هذا المنطلق، تبرز أهمية الاستمرار في تدريب و تأهيل المهندسين. وبنفس الوقت دعم المهندسين الصناعيين، وذلك بتقديمهم للأماكن المناسبة لإمكاناتهم. والتي يتم من خلالها استغلال طاقاتهم في تطبيق ما تعلموه لخدمة شركتهم أو مؤسستهم أو مصنعهم على أكمل وجه.

  • اقرأ أيضاً مقال دور المهندس الصناعي في المنشآت الإنتاجية
  • لمزيد من الاطلاع، يمكنك زيارة صفحة ويكيبيديا عن الهندسة الصناعية من هنا 

 

لمتابعة أحدث الأخبار في مجال الصناعة تواصلوا معنا على الأرقام التالية: 

VISIT US FOR DETAILS

WWW.INDUSTMAP.COM

CALL US FOR DETAILS

+90 (212)7068533

+90 5360188533  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *